باب الإمام يقوم مكانا أرفع من مكان القوم
حدثنا أحمد بن سنان وأحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي - المعنى - قالا: ثنا يعلى، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام «أن حذيفة أم الناس بالمدائن على دكان فأخذ أبو مسعود بقميصه فجبذه، فلما فرغ من صلاته، قال: ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك، قال: بلى، قد ذكرت حين مددتني»
في هذا الحديث أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان واليا على المدائن لعمر رضي الله عنه، وهي مدينة كانت على نهر دجلة، وكانت من ملك فارس، فصلى حذيفة بالناس إماما في المدائن على دكان، أي: أمهم على مكان مرتفع والمأمومون أخفض منه، و"الدكان": الدكة المبنية للجلوس، "فأخذ أبو مسعود" وهو عقبة بن عمرو رضي الله عنه "بقميصه"، أي: بقميص حذيفة "فجبذه"، أي: شده وأنزله من علوه إلى مستوى المأمومين، "فلما فرغ من صلاته"، أي: انتهوا منها، وهذا إشارة إلى أن الشد والجذب كان في أثناء الصلاة.
فقال أبو مسعود مخاطبا حذيفة: "ألم تعلم أنهم كانوا ينهون عن ذلك؟"، أي: عن أن يقف الإمام على مكان أعلى من المأمومين، والمراد بمن كانوا ينهون: هم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، قال له حذيفة: "بلى، قد ذكرت حين مددتني"، أي: إني كنت أعلم ذلك لكني نسيته، وتذكرت النهي حين شددتني وجذبتني
وفي الحديث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللسان واليد، والاستجابة لمن أمر بمعروف أو نهى عن منكر