باب الاستغفار4
سنن ابن ماجه
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن عرق
سمعت عبد الله بن بسر يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا" (1)
للاستِغْفارِ فضلٌ كبيرٌ، وهو سببٌ لتفريجِ الكُروبِ وذَهابِ الهُمومِ والغُمومِ، وغير ذلك، وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لبعضِ فَضائلِ الاستِغفارِ، حيثُ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ بُسْرٍ رضِي اللهُ عنه: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "طُوبَى لِمَن وجَد في صَحيفتِه" أي: في صَحيفةِ حسَناتِه يومَ القيامةِ، وطُوبى مَعْناها: أنَّ لَهم مَزيدَ نَعيمٍ وفرَحٍ بالجنَّةِ، وقيل: هو اسمٌ للجَنَّةِ، وقيل: هو اسمٌ للشَّجرةِ في الجنَّةِ، "استِغْفارًا كَثيرًا"، أي: كثُر استغفارُه وملأَ الصَّحيفةَ، والاستِغْفارُ هو طلَبُ المغفرةِ مِن اللهِ، وفيه تضَرُّعٌ إليه واعترافٌ بأنَّه الإلهُ القادِرُ على المغفرةِ ومحْوِ الذُّنوبِ وقَبولِ التَّوبةِ، ومِن عِظَمِ مَنافِعِ الاستِغْفارِ أنَّ المسلِمَ يَجِدُه عِندَ حاجَتِه إليه وفَاقتِه يومَ القيامةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضْلِ الاستغفارِ وأنَّه ممَّا يَفرَحُ به المؤمنُ في صَحيفتِه.
وفيه: الحَثُّ على كَثرةِ الاستِغفارِ والرُّجوعِ إلى اللهِ تعالى.