باب الانتفاع بفضل الحائض 2

سنن النسائي

باب الانتفاع بفضل الحائض 2

أخبرنا محمود بن غيلان قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر وسفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت : كنت أشرب من القدح وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه و سلم فيضع فاه على موضع في فيشرب منه وأتعرق من العرق وأنا حائض فأناوله النبي صلى الله عليه و سلم فيضع فاه على موضع في 
قال الشيخ الألباني : صحيح 

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيرَ النَّاسِ لأهلِه، وأرفَقَ النَّاسِ وأرحَمَهم بهم
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أُمُّ المؤمنين عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها عن فِعلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معها وهي حائضٌ؛ فكانت إذا شَرِبت وناولَتْه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإناءَ، يَضَعُ فَمَه على الموضِعِ الَّذي كانت تَضَعُ عليه فَمَها، فيَشرَبُ من مكانِ شُربِها، وإذا أكَلَت ما على العَرقِ -وهو العَظمُ الَّذي عليه بَقيَّة من لَحمٍ- أخَذَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأكَلَ مِنَ المَوضِعِ الَّذي كانت تَأكُلُ منه، وكان ذلك تَطييبًا لقلبِها، وإذهابًا للحُزنِ الَّذي يَأتيها وقتَ الحَيضِ، وهو أيضًا من حُسنِ العِشرةِ وحُسنِ المُلاطَفةِ بين الأزواجِ، وإظهارًا لمَشروعيَّةِ مُخالَطةِ الحائضِ، وهو أيضًا خلافُ ما كانَ يَفعَلُه اليَهودُ وأهلُ الجاهليَّةِ؛ فقد كانوا إذا حَاضَتِ المَرأةُ فيهم لم يُؤاكِلُوها، ولم يُشارِبُوها
وفي الحديثِ: رِفقُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بنِسائه، خاصَّةً وقتَ الحَيضِ؛ فإنَّ المرأةَ أحوَجُ ما تكونُ إلى الرِّفقِ في هذا التَّوقيتِ