باب البول في البيت جالسا
أخبرنا علي بن حجر قال أنبأنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت من حدثكم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بال قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالسا
قال الشيخ الألباني : صحيح
لقضاءِ الحاجةِ مِن بولٍ أو غائطٍ آدابٌ، منها:
تحرُّزُ النَّجاسةِ، ومنها التَّستُّرُ، والبُعدُ عن أعيُنِ النَّاسِ، وقد علَّمنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم كلَّ ذلك بقولِه وفِعلِه، وفي هذا الحديثِ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "مَن حدَّثكم"، أي: أخبَرَكم، "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يبولُ قائمًا"، أي: واقفًا، "فلا تُصدِّقوه؛ ما كان يبولُ إلَّا قاعدًا"، أي: يجلِسُ جلوسَه للغائطِ ثمَّ يبولُ. ... لكنْ قدَ ثبَت في صحيحِ البُخاريِّ عن حُذَيفةَ بنِ اليَمَانِ قال: "أتى النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سُبَاطَةَ قومٍ فبالَ قائمًا، ثمَّ دعا بماءٍ فجِئتُه بماءٍ فتوضَّأَ"؛ فقيل: إنَّ بولَه قائمًا إنَّما كان لعُذرٍ، أو مَنسوخٌ، وقيل: إنَّ الصَّوابَ أنَّ البولَ قائمًا ليس بمنسوخٍ، ويَحمَلُ حديثُ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها على ما وقَع منه في البُيوتِ، وأمَّا في غيرِ البيوتِ فلم تطَّلِعْ هي عليه