باب التأمين وراء الإمام
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال، أنه قال: «يا رسول الله، لا تسبقني بآمين»
( عن بلال ) : هو ابن رباح المؤذن مولى أبي بكر رضي الله عنه ( قال يا رسول الله لا تسبقني بآمين ) : قال الحافظ : رجاله ثقات لكن قيل إن أبا عثمان لم يلق بلالا وقد روى عنه بلفظ إن بلالا قال وهو ظاهر الإرسال , ورجحه الدارقطني وغيره على الموصول انتهى
وروى عبد الرزاق نحو قول بلال عن أبي هريرة بلفظ " كان أبي هريرة يدخل المسجد وقد قام الإمام فيناديه فيقول لا تسبقني بآمين , ورواه البخاري في صحيحه تعليقا بلفظ " لا تفتني بآمين , وهو بمعنى لا تسبقني
قال الحافظ : مراد أبي هريرة أن يؤمن مع الإمام داخل الصلاة , وقد تمسك به بعض المالكية في أن المأموم لا يؤمن وقال معناه لا تنازعني بالتأمين الذي هو من وظيفة المأموم وهذا تأويل بعيد انتهى.
قلت : ورواية بلال تضعف هذا التأويل لأن بلالا لا يقع منه ما حمل هذا القائل كلام أبي هريرة عليه.
قال الحافظ : وقد جاء عن أبي هريرة من وجه آخر أخرجه البيهقي من طريق حماد2 عن ثابت عن أبي رافع قال
كان أبو هريرة يؤذن لمروان فاشترط أن لا يسبقه بالضالين حتى يعلم أنه دخل في الصف وكأنه كان يشتغل بالإقامة وتعديل الصفوف وكان مروان يبادر إلى الدخول في الصلاة قبل فراغ أبي هريرة وكان أبو هريرة ينهاه عن ذلك انتهي