باب التسبيح بعد صلاة الصبح 2
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. (م 8/ 69)
ذِكرُ اللهِ تَعالَى مِن أفضلِ الأَعمالِ وأجلِّها؛ به يُرفَعُ الإنسانُ درجاتٍ، ويَنالُ به الخيرَ والبرَكاتِ، وقدْ فتَحَ اللهُ سُبحانَه لعِبادِه كَثيرًا مِن أبوابِ الذِّكرِ والدُّعاءِ والتَّهليلِ والتَّسبيحِ، وأعْطاهُم على ذلك الفضلَ العظيمَ والثَّوابَ الكبيرَ
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فضْلَ التَّسبيحِ، في الصَّباحِ والمساءِ، فمَن قال: «سُبحانَ اللهِ وبحَمدِهِ»، والتَّسبيحُ هوَ التَّنزيهُ، أي: أُنزِّهُ اللهَ عن كلِّ ما لا يَليقُ بذاتِه، مِن الشَّريكِ والزَّوجةِ والولدِ، والنَّقائصِ، وله سُبحانه الحمدُ والثَّناءُ بكلِّ ما هو جَميلٌ ويَليقُ بذاتِه عزَّ وجلَّ، فهو المُستحِقُّ له دونَ مَن سِواهُ سُبحانَه، وقَولُ القائِلِ: «بِحَمْدِه» اعْتِرافٌ بأنَّ ذلك التَّسبيحَ إنَّما كانَ بِحَمْدِه سُبحانَه؛ فلَه المِنَّةُ فيه. فمَن قالَ ذلكَ الذِّكرَ وكَرَّره في اليومِ مائةَ مرَّةٍ «لم يأتِ أحدٌ يومَ القِيامَةِ بأفضَلَ ممَّا جاءَ بهِ»، أي: لم يُؤجَرْ أحدٌ بمِثلِ أجرِه وثوابِه، ولم يَفضُلْه أحدٌ في العَملِ والأجرِ والثَّوابِ إلَّا مَن ذَكَر اللهَ بمِثلِ ذلك العددِ أو أكثرَ مِن ذلكَ، فزادَ على المائةِ ما شاءَ
وقيل: يَحتمِلُ أنَّ المرادَ بالزِّيادةِ: ما زادَه مِن أعمالِ الخيرِ على تَسبيحاتِه تلك، لا مِن نفْسِ التَّسبيحِ
وفي الحديثِ: الحضُّ على الإكثارِ مِن الذِّكرِ؛ لِما له مِن الأجرِ والفضلِ