باب فضائل عمر بن الخطاب رضي الله عنه 6
بطاقات دعوية
عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم قال ابن وهب تفسير محدثون ملهمون. (م 7/ 115
يَصْطَفي اللهُ سُبحانَه وتعالَى مِن خَلقِه مَن يَشاءُ؛ ليَقذِفَ في قَلبِه مِن أنْوارِ النُّبوَّةِ والهُدى، ويَفيضَ عليه مِن العَملِ والإلْهامِ ما يَشاءُ سُبحانَه، وكان عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه مِن هؤلاء المُحَدَّثينَ، يَعني: منَ المُلهَمينَ الَّذين يَجْري الصَّوابُ على ألسِنَتِهم، أو يَخطُرُ ببالِهمُ الشَّيءُ فيَكونُ بفَضلٍ مِن اللهِ تعالَى وتَوْفيقٍ، وقدْ وافَقَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه الوَحيَ في حَوادثَ كَثيرةٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ المُحدَّثينَ المُلْهَمينَ مَوْجودونَ في الأُمَمِ السَّابقةِ، ولو كان في هذه الأُمَّةِ أحَدٌ منهم، فإنَّه عُمَرُ بنُ الخطَّابِ.
وهؤلاء المُحَدَّثونَ -كما أخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُكلَّمونَ مِن غيرِ أنْ يَكونوا أنْبياءَ، يَعني: يُلْهَمونَ إلى الرُّشدِ والصَّوابِ مِن غَيرِ أنْ يُرسِلَ اللهُ إليهم وَحْيًا كالأنْبياءِ.
وفي الحَديثِ: دَليلٌ على كَثرةِ المُحَدَّثينَ في الأُممِ السَّالِفةِ، وقِلَّتِهم في هذه الأمَّةِ.
وفيه: مَنقَبةٌ لعُمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه.