باب التسليم 3
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي موسى قال:
صلى بنا علي يوم الجمل صلاة ذكرنا صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإما أن نكون نسيناها، وإما أن نكون تركناها، يسلم على يمينه وعلى شماله (1).
تَبليغُ الدِّينِ وتَعليمُه للناسِ وتَصحيحُ ما انتقَصَ منه، واجبٌ على كلِّ مُسلمٍ بقدْرِ عِلمِه واستطاعتِه، وقد كان التَّابِعون يُرافِقون أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ لِيَتعلَّموا مِن عِلْمِهم، وإذا ما أخْطَؤوا صوَّبَ لهم الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ مُطرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ، أنَّه صلَّى هو وعِمرانُ بنُ حُصَينٍ رَضيَ اللهُ عنه وراءَ علِيِّ بنِ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه في البَصرةِ بالعراقِ، فقال عِمرانُ رَضيَ اللهُ عنه لمَن حَولَه عَقِبَ الانتهاءِ مِن الصَّلاةِ: ذكَّرَنا هذا الرَّجلُ -يَقصِدُ علِيَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه- بالصَّلاةِ الَّتي كنَّا نُصلِّيها مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذكَرَ أنَّه كان يُكبِّرُ في كلِّ خَفْضٍ ورَفْعٍ لِرأسِه في الصَّلاةِ، فيُكبِّرُ كلَّما نزَلَ مِن الرُّكوعِ والسُّجودِ، وكلَّما رفَعَ مِنهما، ولكنْ كان يَقولُ في الرَّفعِ مِن الرُّكوعِ: سَمِع اللهُ لِمَن حَمِده، ربَّنا ولك الحمدُ، ونحْوَها مِن الصِّيَغِ الواردةِ في ذلك المكانِ، وليس التَّكبيرَ؛ فهذا مُستَثنًى مِن التَّكبيرِ، ولكنَّ الكلامَ خَرَجَ مَخرَجَ الغالِبِ، فعَبَّرَ بالتَّكبيرِ لَمَّا كان في مُعظَمِ التَّنقُّلاتِ، وجاء قولُ عِمرانَ رَضيَ اللهُ عنه لِمزيدِ التَّأكيدِ على تلك الهَيئةِ في الصَّلاةِ الَّتي واظَبَ عليها الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم مِن بَعدِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ صِفةِ صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ على اتِّباعِ سُنَّةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.