باب التشديد فى خروج النساء إلى المسجد
حدثنا ابن المثنى، أن عمرو بن عاصم، حدثهم قال: حدثنا همام، عن قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها»
حفظ الإسلام للمرأة مكانتها، وجعلها درة مصونة في بيتها؛ حماية لها، وصيانة لكرامتها؛ ولهذا كان بيتها هو مكمن عزها ومستقر أمنها، حتى في عباداتها
وفي هذا الحديث يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها"، والمراد ببيتها: بيتها الداخلي الذي تأوي إليه عند النوم، والحجرة هي صحن الدار التي تكون أبواب البيوت إليها؛ لأن الصلاة في بيتها أحفظ لها وأكمل لسترها، "وصلاتها في حجرتها أفضل من صلاتها في دارها، وصلاتها في دارها أفضل من صلاتها فيما سواها"، أي: إن المرأة كلما أدت صلاتها في مكان خاص بها وأستر لها، زاد فضلها وثوابها؛ لأن هذا آمن لها من الفتنة
ثم قال : "إن المرأة إذا خرجت"، أي: من منزلها، "استشرفها الشيطان"، أي: تطلع إليها الشيطان، فزينها للناس، ورفع البصر إليها، ووكل النظر عليها؛ ليغويها أو يغوي بها غيرها، فيوقع أحدهما أو كليهما في الفتنة. ويحتمل أن يكون المراد بالشيطان أهل الفسوق والخيانة، وسماهم به على التشبيه، بمعنى: أنهم إذا رأوها بارزة استشرفوها، وطمحوا بأبصارهم نحوها، ولكنه أسند الفعل إلى الشيطان لما أشربوا في قلوبهم الفسوق، وتجارى بهم الفجور، ففعلوا ما فعلوا، بإغواء الشيطان وتسويله
وفي الحديث: بيان أفضلية الصلاة للمرأة في المكان المستور، وعناية الإسلام بالمرأة؛ خوفا عليها من الفتنة أو الافتتان بها