باب الحث عَلَى الازدياد من الخير في أواخر العمر 1

بطاقات دعوية

باب الحث عَلَى الازدياد من الخير في أواخر العمر 1

عن أبي هريرةَ - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «أعْذَرَ الله إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً». رواه البخاري. (1)
قَالَ العلماء: معناه لَمْ يَتْرُكْ لَهُ عُذرًا إِذْ أمْهَلَهُ هذِهِ المُدَّةَ. يقال: أعْذَرَ الرجُلُ إِذَا بَلَغَ الغايَةَ في العُذْرِ.

عمر الإنسان له أجل محدد عند الله تعالى، ولا يعلمه غيره سبحانه، ومن سعادة الإنسان طول العمر وحسن العمل، ومن أمارات الشقاء أن يطول العمر ويزداد نهم الإنسان للشهوات مع انغماسه في المعاصي
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل أعذر إلى امرئ؛ أي: قطع عذره في ارتكاب المعاصي، وعلامة هذا الإعذار أن أطال الله عمر هذا الإنسان، فمن طال عمره حتى بلغ ستين عاما، لم يبق له عذر في اقتراف الخطايا؛ لأنه يجب عليه أن يستعد للقاء الله عز وجل؛ لأنه بلغ سن الإنابة والرجوع، وترقب الموت، وهي مظنة انقضاء الأجل؛ فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار ولزوم الطاعات، والإقبال على الآخرة. والعاقل هو الذي يجد ويجتهد في عمره ليرضي الله سبحانه ويزرع الخير لنفسه في الدنيا، ولا يلهيه الأمل عن العمل حتى يباغته الموت
وفي الحديث: أن الشيخوخة نذير الموت والرحيل عن الدنيا؛ ولهذا ينبغي لمن بلغ الستين الاستعداد للقاء الله
وفيه: إشارة إلى أن استكمال الستين مظنة انقضاء الأجل