باب الخسوف2
سنن ابن ماجه
حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا أبو أحمد، حدثنا بشير ابن سلمان، عن سيار، عن طارق
عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: "بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف" (1)
إذا ظهَرَت في هذه الأُمَّةِ بعضُ المعاصي والآثامِ، فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُعاقِبُها ببعضِ ما عاقبَ به الأُمَمَ الهالكةَ؛ زجْرًا لتلك الأُمَّةِ أنْ تأخُذَ طريقَ العِصيانِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها، أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "يكونُ في آخِرِ هذه الأُمَّةِ خسْفٌ"، وهو الهُبوطُ الَّذي يقَعُ بجُزْءٍ من الأرضِ، "ومسْخٌ"، وهو تحويلُ الصُّورةِ وتبْديلُها إلى أقبَحَ منها، كما مُسِخَت بنو إسرائيلَ قِردةً وخنازيرَ؛ قيل: والمرادُ بالمسْخِ هنا على ظاهرِه لِمَن أراد اللهُ أنْ يُعجِّلَ له العُقوبةَ في الدُّنيا، "وقذْفٌ"، وهو الرَّمْي بالحِجارةِ كما حدَثَ لقومِ لوطٍ.
قالت عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: "قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أنهلِكُ وفينا الصَّالحون؟"، أي: وهلْ يقَعُ مثْلُ هذا العذابِ على الأُمَّةِ وفيها من الصَّالحين؟ "فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ، إذا ظهَرَ الخبَثُ"، أي: كثُرَ، والمُرادُ بالخبَثِ: الفُسوقُ والفُجورُ والمعاصي، والمعنى: أنْ يكثُرَ أهْلُ الفَسادِ على أهلِ الصَّلاحِ، وفي حديثِ عِمْرانَ بنِ حُصَينٍ رضِيَ اللهُ عنه عندَ التِّرمذيِّ: "فقال رجُلٌ من المُسلمين: يا رَسولَ اللهِ، ومتى ذاك؟ قال: «إذا ظهَرَتِ القَيْناتُ والمعازِفُ، وشُرِبَت الخُمورُ".
وفي الحديثِ: عِظَمُ الذُّنوبِ في آخرِ الزَّمانِ، وعِظَمُ عُقوبتِها.