باب الدعاء
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبى نعامة عن ابن لسعد أنه قال سمعنى أبى وأنا أقول اللهم إنى أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بنى إنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « سيكون قوم يعتدون فى الدعاء ». فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.
دعاء الله عز وجل من أعظم العبادات وأجلها، ولهذه العبادة آداب ينبغي التحلي بها والتزامها
وفي هذا الحديث يقول ابن لسعد بن أبي وقاص: "سمعني أبي"، أي: سعد بن أبي وقاص، "وأنا أقول" في دعائي: "اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها"، أي: حسنها وزينتها، "وكذا وكذا"، يعني ما في الجنة من المنازل والغرف والسرر والبسط وغيرها، "وأعوذ بك"، أي: أستجير وأتقي وأحتمي بك من النار "وسلاسلها": جمع سلسلة، "وأغلالها": جمع غل، وهو الطوق الذي يكون في الرقبة، "وكذا وكذا"، يعني ما فيها من أنواع العذاب، "فقال" سعد بن أبي وقاص: "يا بني، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون قوم يعتدون في الدعاء"، أي: يتجاوزون الحد فيه؛ كأن يدعو العبد بما يستحيل شرعا أو عادة، أو يتكلف تكلفا زائدا في السجع، أو ما شابه؛ "فإياك"، أي: أحذرك، "أن تكون منهم"، أي: من المعتدين في الدعاء، "إنك إن أعطيت الجنة"؛ بأن دخلتها بفضل الله تعالى عليك، أعطيتها وما فيها من الخير، "وإن أعذت من النار"، أي: أجارك الله ونجاك منها فلم تدخلها، "أعذت منها وما فيها من الشر"
وفي الحديث: التحذير من الاعتداء في الدعاء