باب الدعاء بظهر الغيب
حدثنا رجاء بن المرجى حدثنا النضر بن شميل أخبرنا موسى بن ثروان حدثنى طلحة بن عبيد الله بن كريز حدثتنى أم الدرداء قالت حدثنى سيدى أبو الدرداء أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل ».
دعا الإسلام إلى ائتلاف القلوب، وهذه نعمة من الله بها على المسلمين، ومن أسباب إظهار المودة والائتلاف والمحبة دعاء المسلم لأخيه المسلم في كل الأوقات
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه» والمراد: أخوة الإسلام، لا أخوة النسب، «بظهر الغيب»، أي: في غيبة الأخ المدعو له، وفي السر، ودون أن يعلم به صاحبه، وخص هذا النوع من الدعاء بالذكر؛ لأنه أبلغ في الإخلاص وأدل على عمق المحبة؛ لبعده عن الرياء والأغراض المفسدة، فإذا دعا المسلم لأخيه، قال الملك الموكل به: «ولك» أيها الداعي، بمثل ما دعوت به لأخيك، وفي رواية عند مسلم: «قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل»، فالملك يؤمن على الدعاء ويدعو للداعي بمثل ما دعا لأخيه؛ فينبغي للعبد أن يكثر من دعائه لأخيه؛ فهو عمل صالح يؤجر عليه
وفي الحديث: الحث على إحسان المؤمنين بعضهم إلى بعض
وفيه: بيان فضل دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو لجماعة من المسلمين