‌‌باب الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم27-2

سنن الترمذى

‌‌باب الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم27-2

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن الجلاح أبي كثير، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عمارة بن شبيب السبئي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات على إثر المغرب بعث الله له مسلحة يحفظونه من الشيطان حتى يصبح، وكتب الله له بها عشر حسنات موجبات، ومحا عنه عشر سيئات موبقات، وكانت له بعدل عشر رقاب مؤمنات ".: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد، ولا نعرف لعمارة بن شبيب سماعا من النبي صلى الله عليه وسلم

فتَحَ اللهُ سُبحانَه لعِبادِه كَثيرًا مِن أبوابِ الخيرِ؛ مِن الذِّكرِ والدُّعاءِ والتَّهليلِ والتَّسبيحِ، وأعْطاهُم على ذلك الفضلَ العظيمَ والثَّوابَ الكبيرَ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن فَضْلِ الذِّكرِ بكَلمةِ التَّوحيدِ، وأنَّ مَن قال: «لا إلهَ إلَّا اللهُ وحْدَه لا شَريكَ لَه، لَه المُلكُ» فهو سُبحانَه المُختَصُّ بالسُّلطانِ التَّامِّ الَّذي لا يُنازِعُه فيه مُنازِعٌ، «ولَهُ الحَمدُ» فهو المُستحِقُّ له دونَ مَن سِواهُ سُبحانَه، «وهو على كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ» فلا يُعجِزُه شَيءٌ في الأرضِ ولا في السَّماءِ؛ فمَن قال ذلك في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ، كانت له مِثلُ ثَوابِ عِتْقِ عَشَرةٍ مِنَ العَبيدِ المَملوكين، وكُتِبتْ له مِئةُ حَسنةٍ، ومُحِيَت عنه مِئةُ سَيِّئةٍ، وكان هذا الذِّكرُ تَحصينًا له مِنَ الشَّيطانِ طَوالَ يَومِه إلى المَساءِ، ولا يَكونُ أحدٌ أفْضَلَ عمَلًا مِنَ الَّذي قال هذا الذِّكْرَ، إلَّا مَن قال هذا الذِّكرَ أزيدَ مِن مِئةِ مرَّةٍ، ويَحتمِلُ أنْ تُرادَ الزِّيادةُ مِن غيرِ هذا الجنسِ مِن الذِّكرِ وغيرِه، أي: إلَّا أنْ يَزيدَ أحدٌ عمَلًا آخَرَ مِن الأعمالِ الصَّالحةِ.