باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب
بطاقات دعوية
حديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا، أو سبعمائة ألف (لا يدري الراوي أيهما قال) متماسكون آخذ بعضهم بعضا، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر
كرم الله سبحانه وتعالى هذه الأمة وفضلها على غيرها من الأمم في الدنيا والآخرة
وفي هذا الحديث يبين النبي صلى الله عليه وسلم صورة من كرامة هذه الأمة وتفضيله تعالى لهذه الأمة وكرمه لها، فأخبر أنه سيدخل من أمة الإسلام سبعون ألفا -أو سبع مئة ألف، شك الراوي في أحدهما- إلى الجنة بغير حساب، كما في الصحيحين، يدخلون كلهم صفا واحدا، وهذا تصريح بعظم سعة باب الجنة، فلا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، فيدخل الجميع دفعة واحدة، وزاد البخاري في رواية: «متماسكون آخذ بعضهم بعضا»، ووصفهم بالأولية والآخرية باعتبار الصفة التي جازوا فيها على الصراط، وتكون وجوههم عند دخولهم الجنة على صورة القمر ليلة البدر من حسنها وبهائها
وقد ورد في هذا المعنى ما يقتضي ما هو أبلغ من ذلك؛ فروى الترمذي من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مرفوعا: «لو أن رجلا من أهل الجنة اطلع، فبدا أساوره؛ لطمس ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم»
وقد ورد وصفهم في الصحيحين أنهم: «الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون»