باب الرايات والألوية2
سنن ابن ماجه
حدثنا عبد الله بن إسحاق الواسطي الناقد، حدثنا يحيى بن إسحاق، عن يزيد بن حيان، سمعت أبا مجلز يحدث
عن ابن عباس: أن راية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت سوداء، ولواؤه أبيض
للحرْبِ مَظاهِرُ مُهمَّةٌ تؤثِّرُ على مَعنويَّاتِ الجُنودِ، فرفْعُ رايةِ الحرْبِ ولِوائها له أثرٌ عَظيمٌ فيهم، وكذلك سُقوطُهما؛ لأنَّ الذي يَحْمِلُ تلك الأعلامَ هم قادةُ الجَيشِ، وقد كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رايةٌ ولِواءٌ في الحربِ.وفي هذا الحديثِ بَيانُ لونِهما؛ حيثُ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما أنَّ رايةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانت "سَوداءَ"، أي: أنَّ غالِبَ لونِها أسوَدُ؛ فهي مِنْ بَعيدٍ يُرى لونُها أسودَ، وإلَّا فهي كما في حديثٍ آخَرَ مِن نَمِرةٍ، وهو صوفٌ فيه خُطوطٌ بَيضاءُ وسَوداءُ، ولِواؤه "أبيضُ"، أي: إنَّ لونَه أَبيضُ؛ قيلَ: والرَّايةُ تكونُ لِمَنْ يُوكِّلُه القائدُ بالقِيادةِ في ساحةِ المَعركةِ، واللِّواءُ: عَلَمٌ ضَخمٌ يُوضَعُ بالمكانِ المُخيِّمِ فيه قائدُ الجَيشِ، ويَدورُ معه حيثُ دارَ. وقيلَ: اللِّواءُ ما يُلَفُّ به الرُّمحُ، ويُلْوى عليه، والرَّايةُ تُترَكُ تُحرِّكُها الرِّياحُ، وقيلَ: الرَّايةُ أكبرُ مِنَ اللِّواءِ، وقيلَ: هما بمعنًى واحدٍ.وفي الحديثِ: اتِّخاذُ اللِّواءِ والرَّايةِ للجَيشِ في الحربِ.