باب فضل مكة1
سنن ابن ماجه
حدثنا عيسى بن حماد المصري، أخبرنا الليث بن سعد، أخبرني عقيل، عن محمد بن مسلم، أنه قال: إن أبا سلمة بن عبد الرحمن ابن عوف أخبره
أن عبد الله بن عدي بن الحمراء قال له: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على راحلته واقف بالحزورة، يقول: "والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا (1) أني أخرجت منك ما خرجت" (2)
مكَّةُ المكرَّمةُ هي أفضلُ البِقاعِ على وجهِ الأرضِ، وهي أحبُّ البِلادِ إلى اللهِ تعالى، وشُرِّفَت ببيتِ اللهِ الحرامِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عَديِّ بنِ حمراءَ رَضِي اللهُ عنه: "رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم واقِفًا على الحَزوَرةِ"، والحَزْوَرةُ: مرتفِعٌ يُقابِلُ المسعَى مِن جِهَةِ المشرِقِ، كان سُوقًا مِن أسواقِ مكَّةَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم مُخاطِبًا مكَّةَ: "واللهِ، إنَّكِ لخَيرُ أرضِ اللهِ"، أي: أفضلُها وأعظمُها، "وأحبُّ أرضِ اللهِ إلى اللهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ مِنكِ"، أي: بأمرٍ مِن اللهِ، وذلك بَعدَما زاد أذَى قُريشٍ له ولِمَن أسلَم معَه، "ما خرَجتُ"، أي: لبَقيتُ بمكَّةَ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم خرَج مُهاجِرًا مِن مكَّةِ إلى المدينةِ.
وفي الحَديثِ: أفضليةُ مَكَّةَ المُكرَّمةِ على غيرِها مِن سائرِ البُلدانِ.
وفيه: مِن تَعظيمِ الأدبِ في مُفارَقةِ بيتِ اللهِ عزَّ وجلَّ.