باب الرجاء 21

بطاقات دعوية

باب الرجاء 21

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار».
وفي رواية عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم». رواه مسلم (1).
قوله: «دفع إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا، فيقول: هذا فكاكك من النار» معناه ما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه: «لكل أحد منزل في الجنة، ومنزل في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار؛ لأنه مستحق لذلك بكفره» ومعنى «فكاكك»: أنك كنت معرضا لدخول النار، وهذا فكاكك؛ لأن الله تعالى، قدر للنار عددا يملؤها، فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم، صاروا في معنى الفكاك للمسلمين، والله أعلم

الله سبحانه وتعالى يمن على أهل الإيمان في الدنيا والآخرة، وتمام ذلك بنجاتهم من النار ودخولهم الجنة
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان يوم القيامة، وحشر الناس والخلائق، وتم الحساب، وعرف كل إنسان مقعده من الجنة أو النار، «دفع الله عز وجل إلى كل مسلم» ذكرا كان أو أنثى «يهوديا أو نصرانيا» من أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا برسالة الإسلام ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، «فيقول: هذا فكاكك» أي: خلاصك من النار، وذلك أن الله تعالى قد أعد لكل أحد من الناس في الآخرة منزلا في الجنة ومنزلا في النار؛ فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار، فإنه دخلها بسبب كفره، وكان المؤمن عرضة أن يدخل النار، فلما نجاه الله من دخولها كان الكافر فكاكه؛ لأن الله قدر للنار عددا يملؤها، فإذا دخلها الكفار بكفرهم وذنوبهم كانوا في معنى الفكاك للمؤمنين، وبيان ذلك عند البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء؛ ليزداد شكرا، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن؛ ليكون عليه حسرة»، فيكون المراد بالفكاك الفداء وإنزال المؤمن في مقعد الكافر من الجنة الذي كان أعد له، وإنزال الكافر في مقعد المؤمن الذي كان أعد له، ولعل تخصيص اليهود والنصارى بالذكر؛ لاشتهارهما بمضادة المسلمين، ومقابلتهما إياهم في تصديق الرسول المقتضي نجاتهم