باب الرخصة في العلم في الثوب2
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن مغيرة بن زياد، عن أبي عمر مولى أسماء، قال:
رأيت ابن عمر اشترى عمامة لها علم، فدعا بالجلمين فقصه، فدخلت على أسماء، فذكرت لها ذلك، فقالت: بؤسا لعبد الله! يا جارية، هاتي جبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فجاءت بجبة مكفوفة الكمين والجيب والفرجين بالديباج (1)
كان عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما مِن أشَدِّ الصَّحابةِ توَرُّعًا وتَحرِّيًا لأوامرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ونواهيه.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ أبو عُمرَ، مولى أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "رأيتُ ابنُ عُمرَ في السُّوقِ اشتَرى ثوبًا شاميًّا"، أي: مَنسوجًا بالشَّامِ، "فرَأى فيه خيطًا أحمرَ"، وهذا إشارةٌ إلى ما بالثَّوبِ مِن حريرٍ، فرَدَّه، أي: امتَنَع عن شِرائِه، يَقولُ عبدُ اللهِ أبو عُمرَ مَولى أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رَضِي اللهُ عَنه عِندَما رأى ذلك مِنه: "فأتَيتُ أسماءَ فذَكرَت ُذلك لها"، أي: ما فعَلَه ابنُ عُمرَ في السُّوقِ، "فقالَت أسماءُ: يا جارِيَةُ، ناوِلِيني جُبَّةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، والجُبَّةُ: ثوبٌ واسِعٌ يُلبَسُ فوقَ الثِّيابِ، "فأخرَجَت"، أي: الجاريةُ، "جُبَّةً طَيَالِسَةً"، أي: غَليظةً، مَكْفوفَةَ الجَيبِ والكُمَّينِ والفَرْجَينِ"، أي: إنَّ أطرافَها منسوجةٌ، "بالدِّيباجِ"، وهو أجوَدُ أنواعِ الحريرِ وأنفَسُها، والفَرْجانِ: الشِّقَّانِ اللَّذانِ يَكونانِ مِن الأمامِ والخَلفِ بالجُبَّةِ.