باب: الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى 5

سنن النسائي

باب: الرخصة للضعفة أن يصلوا يوم النحر الصبح بمنى 5

 أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن أبي معبد، عن عبد الله بن عباس، عن الفضل بن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس حين دفعوا عشية عرفة وغداة جمع: «عليكم بالسكينة» وهو كاف ناقته، حتى إذا دخل منى فهبط، حين هبط محسرا، قال: «عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة» وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يشير بيده كما يخذف الإنسان

شريعةُ الإسلامِ شريعةٌ سمحةٌ ميسَّرة، ومِن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قد رخَّص للنِّساءِ والأطفالِ والعَجَزةِ ومَن يقومُ عليهم أنْ يَقْدَموا مِن المزدلِفَةِ إلى مِنًى لَيلًا؛ ليُصلُّوا بها الصُّبحَ رِفْقًا بهِم وشَفَقةً عليهم؛ حتَّى لا يَتأخَّروا عن باقي الحَجيجِ إنْ هم خرَجوا معهم
وفي هذا الحَديثِ يقولُ مولًى لأسماءَ بنتِ أبي بَكرٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "جئتُ مع أسماءَ بنتِ أبي بَكرٍ مِنًى بغَلَسٍ"، أي: والغَلَسُ ظُلمَةُ آخِرِ اللَّيلِ، ومِنًى: وادٍ قُربَ الحرَمِ المكِّيِّ بينهما حوالي 7 كيلومترات، يَنزلُه الحُجَّاجُ ليَرموا الجِمارَ، "فقلتُ لها: لقد جِئنا مِنًى بغَلسٍ"! أي: يتعجَّبُ ويُنكِرُ قُدومَه إلى مِنًى وصلاتَه للصُّبحِ بها، على خِلافِ ما يُعرَفُ أنَّ صلاةَ الصُّبحِ تكونُ بالمزدلِفَةِ، ثمَّ يَدْفعُ الحجيجُ إلى مِنًى، فقالت أَسماءُ رَضِيَ اللهُ عَنها: "قد كنَّا نَصنَعُ هذا"، أي: الذَّهابَ ليلًا إلى مِنًى، "مع مَن هو خيرٌ مِنك"؛ تقصِدُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، والمرادُ: بيانُ ما للنِّساءِ والضَّعَفةِ مِن رُخصةٍ في قُدومِ مِنًى قبلَ دَفْعِ الحَجيجِ .