باب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم6

سنن الترمذى

باب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم6

حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا أبو عامر، وأبو داود، قالا: حدثنا زهير بن محمد قال: حدثني موسى بن وردان، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»: «هذا حديث حسن غريب»
‌‌_________

كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حريصًا على تَعليمِ أُمَّتِه ما ينفعُها في دِينِها ودُنياها، وما يحفظُ عليهِم علاقاتِهم الطَّيِّبةَ، وكانَ يحضُّ على التواصُلِ والتَّوادِّ والتصاحُبِ بينَ المسلمينَ، وهذا الحديثُ تَوجيهٌ وإرشادٌ نَبويٌّ لِمَن أرادَ سلامةَ نفسِه وبيتِه وعلاقاتِه معَ الناسِ.
وفيه يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "الرجُلُ على دِينِ خَليلِه؛ فَلْينظُرْ أحدُكم مَن يُخالِلْ"، أي: المرءُ يشابِهُ صَديقَه وصاحِبَه في سِيرتِه وعادتِه؛ فهوَ مؤثِّرٌ في الأخلاقِ والسلوكِ والتصرُّفاتِ، ونظرةِ الناسِ إلى كلٍّ مِنهما من خلالِ مَعرفتِهم بأحوالِ الصَّاحبِ؛ ولهذا أرشدَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلى حُسنِ اختِيارِ الصدِيقِ.
و في حديثٍ آخرَ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "لا تصاحِبْ إلَّا مُؤمنًا"، أي: لا تتَّخِذْ صاحبًا ولا صَديقًا إلَّا مِن المؤمنينَ؛ لأن المؤمنَ يدلُّ صديقَه على الإيمانِ والهدى والخيرِ، ويكونُ عونًا لصاحبِه.
وفي الحديثِ: الحثُّ على انتِقاءِ الأصحابِ والأصدقاءِ مِن الأتقياءِ المؤمنينَ.