باب السجود في إذا السماء انشقت 4
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا قرة بن خالد، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال: «سجد أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في إذا السماء انشقت ومن هو خير منهما»
السجودُ للهِ تعالى مِن أعظمِ العِباداتِ التي تُقرِّبُ العبدَ مِن ربِّه جلَّ وعلا؛ ففيه التذلُّلُ بين يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وفي القرآنِ الكريمِ آياتٌ يَقرؤُها المسلمُ فيَسجُدُ خُضوعًا للهِ تعالى، وهو ما يُسمَّى (سُجود التِّلاوة)
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رضي اللهُ عنه: "سجَد أبو بكرٍ وعُمرُ، ومَن هو خيرٌ مِنهما صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: سَجَدوا سُجودَ التِّلاوةِ كلُّهم؛ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأبو بَكرٍ وعُمرُ رضِيَ اللهُ عنهما "في: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}"، أي: في سُورةِ الانشِقاقِ عِندَ قولِه تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ} [الانشقاق: 21]، وسجَدوا أيضًا في سورةِ "{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}"، والسُّجودُ فيها عندَ قولِه: {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]، وهذا يَدُلُّ على أنَّ سُوَرَ المفصَّلِ فيها سُجودُ تِلاوَةٍ مِثلُ غيرِها مِن السُّوَرِ الَّتي تَحْتوي على هذه المواضعِ، وقد تَواتَرَتِ الآثارُ أيضًا عن النَّبيِّ عليه السَّلامُ بسُجودِه في المفصَّلِ