‌‌باب السكتة عند الافتتاح

‌‌باب السكتة عند الافتتاح

حدثنا أبو بكر بن خلاد، نا خالد بن الحارث ، عن أشعث ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه «كان يسكت سكتتين إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها»، فذكر معنى يونس

( عن الحسن ) أي البصري الإمام أحد أئمة الهدى والسنة ( سمرة ) بفتح أوله وضم ثانيه ( سكتة إذا كبر ) أي للإحرام ( وسورة ) بالجر عطف على فاتحة الكتاب . والمعنى إذا فرغ من القراءة كلها كما في الرواية الآتية ( قال ) أي الحسن البصري ( فأنكر ذلك ) أي ما حفظه سمرة من السكتتين في الصلاة ( عمران بن حصين ) فاعل أنكر . وعمران بن حصين هذا كان من علماء الصحابة وكانت الملائكة تسلم عليه ،  وهو ممن اعتزل الفتنة ( إلى أبي ) بن كعب الأنصاري الخزرجي سيد القراء ، كتب الوحي وشهد بدرا وما بعدها وقد أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقرأ عليه رضي الله عنه ، وكان ممن جمع القرآن وله مناقب جمة ( فصدق ) أي أبي سمرة ) بالنصب مفعول صدق ، أي صدق أبي سمرة ووافقه وقال : إن سمرة قد حفظ  قال المنذري : وأخرجه ابن ماجه وقد اختلف في سماع الحسن من سمرة انتهى 

قلت : قد اختلف في صحة سماعه منه ، فقال شعبة لم يسمع منه شيئا ، وقيل سمع منه حديث العقيقة . وقال البخاري : قال علي ابن المديني : سماع الحسن من سمرة صحيح ، ومن أثبت مقدم على من نفى قاله الشوكاني . ومال في باب ما جاء في السكتتين تحت حديث الحسن عن سمرة : وقد صحح الترمذي حديث الحسن عن سمرة في مواضع من سننه منها حديث نهي عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة وحديث : جار الدار أحق بدار الجار ، وحديث : لا تلاعنوا بلعنة الله ولا بغضب الله ولا بالنار ، وحديث : الصلاة الوسطى صلاة العصر ، فكان هذا الحديث على مقتضى تصرفه جديرا بالتصحيح 

وقد قال الدارقطني : رواة الحديث كلهم ثقات ، انتهى ( كذا قال حميد في هذا الحديث ) المشار إليه بقوله كذا هو قوله وسكتة إذا فرغ من القراءة . ( عن سمرة بن جندب ) بضم الجيم وسكون النون وضم الدال المهملة وقد يفتح الدال ( إذا استفتح ) أي كبر للإحرام ( فذكر معنى حديث يونس ) أي معنى حديث يونس