باب السواك 4
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا شريك، عن المقدام بن شريح ابن هانئ، عن أبيه
عن عائشة، قال: قلت: أخبريني: بأي شيء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يبدأ إذا دخل عليك؟ قالت: كان إذا دخل يبدأ بالسواك (1).
السِّواكُ مَطهَرةٌ للفَمِ مَرضاةٌ للرَّبِّ، كما أخبَرَ بذلك الصَّادِقُ المَصدوقُ، وهو مِنَ السُّنَنِ المؤكَّدةِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فكانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأمُرُ به ويَستحِثُّ عليه أُمَّتَه بالقَولِ والفِعلِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي التَّابعيُّ شُريحُ بنُ هانئٍ أنَّه سألَ أُمَّ المؤمِنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: أيُّ الأعمالِ التي كانَ يَبدَأُ بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا دخَلَ بيتَه في أيِّ وقتٍ ليلًا أو نهارًا؟ أي بعدَ إلقاءِ السَّلامِ، كما هو معروفٌ من سُنَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَته عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها: أنَّه كانَ إذا دخَلَ بيتَه بدَأ بالتَّسَوُّكِ وتَطهيرِ الفمِ وتَنظيفِه؛ وهذا من حُسنِ الأدبِ مع الأهلِ والزَّوجةِ، ومِن رِعايتِه لها، ولنا فيه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُدوةُ والأُسوةُ.
وفي الحديثِ: بَيانُ حِرصِ التَّابعينَ على السُّؤالِ عن أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وسُنَنِه؛ ليَقتَدوا به.