باب اتخاذ الماشية 1
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه
عن أم هانئ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "اتخذي غنما، فإن فيها بركة" (1).
أرْشدَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه إلى ما فيه نَفعُهم وصلاحُ أحوالِهم دُنيا وآخِرة، وبما يَتناسَبُ مع أحوالِ بِيئَتِهم ومُجتمعِهم.
وفي هذا الحديثِ تُخْبِرُ أُمُّ هانئِ بنتِ أبي طالبٍ بنتُ عمِّ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه قال لها: "اتَّخِذي غَنمًا"، أي: اقْتَني الغنمَ ورَبِّيها؛ "فإنَّ فيها بركةً"، أي: نَماءً وزيادةً، وبركتُها دَرُّها باللَّبنِ ونَسلُها وصوفُها، ولكونِها من دوابِّ الجنَّةِ. وفي روايةِ أحمدَ: "فإنَّها تروحُ بخيرٍ، وتَغْدو بخيرٍ"، وقد اتَّخَذها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما أخرَجَ أبو داودَ، فقال: "لنا غنمٌ مِئةٌ لا نُريدُ أنْ تَزيدَ؛ فإذا ولَّدَ الرَّاعي بَهْمَةً ذبَحْنا مكانَها شاةً". وقد كانتِ الغنمُ من أجلِّ أموالِ العربِ، وعليها اعتمادُهم في أطعمتِهم من اللَّبنِ واللَّحمِ، واتِّخاذِ الغزلِ للملابسِ والخيامِ من أصوافِها، وغيرِ ذلك من المنافعِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على اتِّخاذِ الإنسانِ ما يُصْلِحُ أُمورَه وأحوالَه الماديَّةَ والدُّنيويَّةَ بما يَتناسَبُ مع أحوالِ مُجتمعِه وبِيئَتِه.
وفيه: بيانُ بَركةِ الأغنامِ.