باب النهي أن يصيب منها شيئا إلا بإذن صاحبها 2

سنن ابن ماجه

باب النهي أن يصيب منها شيئا إلا بإذن صاحبها 2

 حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور، حدثنا عمر بن علي، عن حجاج، عن سليط بن عبد الله الطهوي، عن ذهيل بن عوف بن شماخ الطهوي حدثنا أبو هريرة، قال:: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، إذ رأينا إبلا مصرورة بعضاه الشجر، فثبنا إليها، فنادانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجعنا إليه، فقال: إن هذه الإبل لأهل بيت من المسلمين، هو قوتهم وقمتهم (1) بعد الله، أيسركم لو رجعتم إلى مزاودكم فوجدتم ما فيها قد ذهب به؟ أترون ذلك عدلا؟ " قالوا: لا، قال: "فإن هذا كذلك". قلنا (2): أفرأيت إن احتجنا إلى الطعام والشراب؟ فقال: "كل ولا تحمل، واشرب ولا تحمل" (3).

قَوْلُهُ : ( مَصْرُورَةً ) أَيْ : مَرْبُوطَةَ الضُّرُوعِ وَكَانَ عَادَةُ الْعَرَبِ أَنَّهُمْ إِذَا أَرْسَلُوا الْحَلُوبَاتِ إِلَى الْمَرَاعِي رَبَطُوا ضُرُوعَهَا وَأَرْسَلُوهَا وَيُسَمُّونَ ذَلِكَ الرِّبَاطَ صِرَارًا (بِعِضَاهِ الشَّجَرِ ) ضُبِطَ بِكَسْرِ الْعَيْنِ ، وَهِيَ شَجَرُ أُمِّ غَيْلَانَ وَكُلُّ شَجَرٍ عَظِيمٍ لَهُ شَوْكٌ ( فَثُبْنَا ) مِنْ ثَابَ النَّاسُ إِذَا اجْتَمَعُوا ، أَيِ : اجْتَمَعْنَا إِلَيْهَا قَوْلُهُ : ( هُوَ قُوتُهُمْ ) أَيْ : مَا فِي ضُرُوعِهَا قُوتٌ لِأُولَئِكَ الْمُسْلِمِينَ (وَيُمْنُهُمْ ) بِضَمِّ الْيَاءِ وَسُكُونِ الْمِيمِ ، أَيْ : بَرَكَتُهُمْ وَخَيْرُهُمْ ( بَعْدَ اللَّهِ ) يُرِيدُ أَنَّ الْمُحْتَاجَ إِلَيْهِ أَوَّلًا الَّذِي فِيهِ الْبَرَكَةُ وَالْيُمْنُ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، لَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ : الْقُوتُ هُوَ الْمُحْتَاجُ إِلَيْهِ (إِلَى مَزَاوِدِكُمْ ) بِالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ ، أَيْ : أَوْعِيَتِكُمُ الْمُعَدَّةِ لِلسَّفَرِ (عَدْلًا ) مِنْ فَاعِلِهِ ، وَفِي الزَّوَائِدِ فِي إِسْنَادِهِ سُلَيْطُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ : إِسْنَادُهُ لَيْسَ بِالْقَائِمِ . قُلْتُ : وَالْحَجَّاجُ هُوَ ابْنُ أَرْطَاةَ كَانَ يُدَلِّسُ ، وَقَدْ رَوَاهُ بِالْعَنْعَنَةِ .