باب الشرب بثلاثة أنفاس
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا ابن مهدي، حدثنا عزرة بن ثابت الأنصاري، عن ثمامة بن عبد الله
عن أنس: أنه كان يتنفس في الإناء ثلاثا، وزعم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتنفس في الإناء ثلاثا (2)
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسَنَ النَّاسِ تَعليمًا وتَربيةً، وقدْ علَّمَ أُمَّتَه آدابَ الطَّعامِ والشَّرابِ، والتزم الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم هَدْيَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في كلِّ ذلك، ونقلوه إلينا.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ ثُمَامةُ بنُ عبدِ الله بنِ أنَسِ بنِ مالِكٍ: أنَّ جَدَّه أنسَ بنَ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ يَتَنفَّسُ في الإِناءِ مرَّتينِ أو ثَلاثًا، وأنَسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه كانَ خادِمَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومِنْ أكثَرِ النَّاسِ اطِّلاعًا على هدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الطَّعامِ والشَّرابِ وغيرِ ذلكَ، وقَدْ كانَ أنسٌ يَشرَبُ حاجَتَهُ مِن الماءِ على مرَّتينِ أو ثَلاثِ مرَّاتٍ، يَقطَعُ شَرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ. و(أو) هنا للتنويعِ، فيكونُ المعنى: أحيانًا يَشرَبُ على مرَّتين، وأحيانًا يشرَبُ على ثلاثٍ. وربما تكونُ (أو) للشَّكِّ مِنَ الرَّاوي. وقولُه: «يتَنفَّسُ في الإِناءِ»، والمعنى أنَّهُ كانَ يُخرجُ نفَسَه أثْناءَ الشُّربِ بَعيدًا عنِ الإِناءِ وهوَ مُمسِكٌ بهِ في يَدِهِ.
وأخبر أنسٌ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ هذا كانَ هَدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في طَريقةِ الشُّربِ، يَشربُ حاجَتَهُ من الماءِ على ثلاثِ مرَّاتٍ، يقطعُ شرابَهُ كلَّ مرَّةٍ ويتنفَّسُ.
وهُوَ أعْظمُ للرِّيِّ والشِّبَعِ مِن الماءِ معَ دَفْعِ ضَررٍ بَرْدِ المَعِدَةِ وضعْفِ الأَعصابِ عندَ شُربِ ماءٍ كَثيرٍ دَفْعةً واحدةً. وهذا مع ما فيهِ من آدابِ الشُّربِ؛ لِئَلَّا يَستقذرَ أحدٌ الإناءَ، فَيَمتنِعَ عَنِ الشُّربِ مِن هذا الإناءِ، وحتَّى لا يَتغيَّرَ الإناءُ بِكثرةِ التَّنفُّسِ فيه.
وفي الحَديثِ: مشروعيَّةُ الشُّربِ على مرَّتينِ أو ثلاثٍ.