باب السجود 7

سنن ابن ماجه

باب السجود 7

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، حدثنا عباد بن راشد، عن الحسنحدثنا أحمر، صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: إن كنا لنأوي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد (1).

الصَّلاةُ عِبادةٌ توقيفيَّةٌ علَّمَها لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فعلَّمَنا كيفيَّتَها وأركانَها وآدابَها وهيئاتِها، ومِن ذلك كيفيَّةُ السُّجودِ ووضْعُ اليدينِ أثناءَه، وفي هذا الحديثِ يقولُ أحمَرُ- صاحِبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: "إنْ كُنَّا لَنَأْوِي لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا يُجافي بيدَيْه عن جنْبَيه إذا سجَدَ"، أي: كُنَّا نترَحَّمُ لأجْلِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا يجِدُ مِن التَّعبِ بسبَبِ المُجافاةِ الشَّديدةِ والمُبالغةِ فيها، والمُجافاةُ: هي المُباعدةُ بين اليدينِ والجَنْبينِ، وقد ورَدَت أحاديثُ أُخرى فيها بيانُ كَيفيَّةِ هذه المُجافاةِ، ومنها ما رواه مُسلِمٌ في صحيحِه وابنِ ماجْه واللفظ له، عن ميمونةَ، قالت: "كان إذا سجَدَ جافى يدَيْه، فلو أنَّ بَهْمَةً أرادت أنْ تمُرَّ لمَرَّت"، أي: لو أرادتْ ماعِزٌ أو شاةٌ صغيرةٌ أنْ تمُرَّ مِن تحتِ يدَيْه لمَرَّت، وفي حديثِ عبدِ اللهِ بنِ بُحَيْنَةَ في الصَّحيحينِ: "أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا صلَّى فرَّجَ بين يدَيْه حتَّى يبدو بياضُ إبطَيْه"، وكان ذلك لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نهى عنِ افتراشِ السَّبُعِ، ووضْعِ اليدينِ مَمْدودتينِ على الأرضِ في السُّجودِ( ).