باب الشرب في آنية الفضة3
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن سعد ابن إبراهيم، عن نافع، عن امرأة ابن عمر
عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من شرب في إناء فضة، فكأنما يجرجر في بطنه نار جهنم" (1)
حَثَّ الشَّرعُ على عَدَمِ الإسرافِ في التلَذُّذِ بعَرَضِ الدُّنيا، وحَثَّ على التواضُعِ لله في كُلِّ أشكالِ الحياةِ، خاصَّةً في الملبَسِ والمأكَلِ والمشرَبِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ الذي يَشرَبُ في أوانٍ مَصنوعةٍ مِنَ الفِضَّةِ فإنَّه «يُجرجِرُ في بَطْنِهِ نارَ جهنَّمَ»، وهذا وَعيدٌ شَديدٌ لِمن يُخالِفُ النَّهيَ ويَشرَبُ في آنيةِ الفضَّةِ، وعند مسلمٍ «من شَرِبَ من إناءِ ذَهَبٍ أو فِضَّةٍ»، ومعناه: أنَّ مَن يَشرَبُ في هذه الآنيةِ يُجرجِرُ النَّارَ في بطْنِه، أي: يَشْرَبُ منها، فيُسمَعُ لها صَوتٌ في بطْنِه؛ فالجَرْجرةُ هي صَوتُ شُربِ الإنسانِ للماءِ دَفعةً وراءَ دَفعةٍ، فكأنَّ الَّذي يَشرَبُ في هذه الآنيةِ ولم يَمتثِلْ للنَّهيِ عنها في الدُّنيا، يَشرَبُ مِن نارِ الآخرةِ، فيُسمَعُ صَوتُ شُربِه منها في بطْنِه، عافانا اللهُ مِن عَذابِ النَّارِ.