باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء 2
سنن ابن ماجه
حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا زكريا بن منظور بن ثعلبة بن أبي مالك، حدثني محمد بن عقبة بن أبي مالك
عن عمه ثعلبة بن أبي مالك، قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سيل مهزور، الأعلى فوق الأسفل، يسقي الأعلى إلى الكعبين، ثم يرسل إلى من هو أسفل منه (2).
كانَ الصَّحابةُ رَضيَ الله عَنهم إذا ما تَخاصَمُوا رَدُّوا أمرَهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عَبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضيَ الله عَنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قَضى في السَّيلِ المهزُورِ"، وهو وادٍ كانَ في بَني قُريظةَ وهوَ وادٍ مِن أَوديةِ المدينةِ، وقيلَ: هو مَوضعُ سُوقِ المدينةِ، والمعنى أنَّه صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قَضَى لهم في ماءِ الوادي إذا انصبَّ مِن الأعلى إلى الأَسفلِ، وكذلكَ كلُّ نَهرٍ جارٍ، "أن يُمسَكَ"، أي: يُمسِكَ السَّاقي لأرضِه هذا الماءَ، "حتى يَبلُغَ الكَعْبينِ"، أي: فَليَمنعِ الماءَ ويَحبِسْه حتى يرتفعَ في أرْضِه بِقَدْرِ ما يَصِلُ من الأرضِ إلى كَعبَيِ القَدمِ، "ثم يُرسِلُ الأَعلى على الأَسفلِ"، أي: يَسقي الذي في أولِ السَّيلِ أو أوَّلِ النَّهرِ، فإذا ما بلغَ به الكَعبينِ مرَّر لِمَن هوَ بعدَه، ثم هكذا حتى يَسقي الجَميعُ أراضيَهم.