باب الشرب من الأودية ومقدار حبس الماء 3
سنن ابن ماجه
حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن، حدثني أبي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه
عن جده: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قضى في سيل مهزور، أن يمسك حتى يبلغ الكعبين، ثم يرسل الماء (3).
كانَ الصَّحابةُ رَضيَ الله عَنهم إذا ما تَخاصَمُوا رَدُّوا أمرَهم إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم، وفي هذا الحديثِ يُخبرُ عَبدُ اللهِ بنُ عمرٍو رضيَ الله عَنهما: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قَضى في السَّيلِ المهزُورِ"، وهو وادٍ كانَ في بَني قُريظةَ وهوَ وادٍ مِن أَوديةِ المدينةِ، وقيلَ: هو مَوضعُ سُوقِ المدينةِ، والمعنى أنَّه صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم قَضَى لهم في ماءِ الوادي إذا انصبَّ مِن الأعلى إلى الأَسفلِ، وكذلكَ كلُّ نَهرٍ جارٍ، "أن يُمسَكَ"، أي: يُمسِكَ السَّاقي لأرضِه هذا الماءَ، "حتى يَبلُغَ الكَعْبينِ"، أي: فَليَمنعِ الماءَ ويَحبِسْه حتى يرتفعَ في أرْضِه بِقَدْرِ ما يَصِلُ من الأرضِ إلى كَعبَيِ القَدمِ، "ثم يُرسِلُ الأَعلى على الأَسفلِ"، أي: يَسقي الذي في أولِ السَّيلِ أو أوَّلِ النَّهرِ، فإذا ما بلغَ به الكَعبينِ مرَّر لِمَن هوَ بعدَه، ثم هكذا حتى يَسقي الجَميعُ أراضيَهم.