باب الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه".
النِّسيانُ أمرٌ جِبِلِّيٌّ في طَبيعةِ البَشَرِ، واللهُ تَبارَك وتعالَى يَعلَمُ ذلك مِن عِبادِه، ولا يُكَلِّفُهم شيئًا فوْقَ طاقتِهم، ومِن رَحمتِه سُبحانَه وتعالَى بهمْ أنْ تَجاوَزَ عن مُؤاخَذتِهم بسَبَبِ نِسيانِهم.
وفي هذا الحَديثِ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ مَن أكَل أو شَرِب ناسيًا وهو صائمٌ، فإنَّه يَبْقَى على صِيامِه، ولا يُفطِرُ، وخَصَّ الأكلَ والشُّربَ مِن بينِ المُفَطِّراتِ؛ لغَلَبَتِهما، ونُدرةِ غيرِهما، كالجِماعِ، ثُمَّ بيَّن أنَّه لا يَلزَمُه القَضاءُ بقولِه: «فإنَّما أَطعَمه اللهُ وسَقاه»، فنَسَبَ الفِعلَ للهِ تعالَى لا للنَّاسِي؛ للإشعارِ بأنَّ الفِعلَ الصَّادرَ منه مَسلوبُ الإضافةِ إليه، فلوْ كان أفْطَرَ لأُضِيفَ الحُكمُ إليه، وهذا لُطفٌ مِن اللهِ تعالَى بعِبادِه، ورَحمةٌ بهم. وهذا بخِلافِ المتعَمِّدِ؛ فإنَّه يقضي اليومَ ولا كفَّارةَ عليه.
وفي الحَديثِ: التَّيسيرُ ورفْعُ المشقَّةِ والحرَجِ عن العِبادِ.
وفيه: دلالةٌ على عَدَمِ تكليفِ النَّاسي.