باب الصبر 13
بطاقات دعوية
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( من يرد الله به خيرا يصب منه )) رواه البخاري .
تفضل الله سبحانه على عباده المؤمنين بأسباب كثيرة لتكفير الذنوب ورفع الدرجات
وفي هذا الحديث بشرى عظيمة لكل مؤمن، وتعزية له فيما أصابه؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرا، يصب منه»، وقوله: «يصب» روي بوجهين: بكسر الصاد «يصب»، وفتحها «يصب»، وكلاهما صحيح، ومعنى «يصب» بالكسر: أن الله تعالى يقدر عليه المصائب حتى يبتليه بها؛ أيصبر أم يضجر؟ ومعنى «يصب منه» بالفتح: أنه ينال منه ولم يسم الفاعل هنا من باب مراعاة الأدب مع الله تعالى؛ كما في قوله تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام أنه قال: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء: 80]، حيث لم ينسب المرض إلى الله تعالى بينما نسب الشفاء إليه، مع أنه هو سبحانه الذي يقدر الكل
والمصيبة: اسم لكل مكروه يصيب أحدا، وإنما كانت المصيبة خيرا؛ لما فيها من اللجوء إلى المولى عز وجل، ولما فيها من تكفير السيئات أو تحصيل الحسنات، أو هما جميعا. وقد قال تعالى: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: 123]، ومعناه أن المسلم يجزى بمصائب الدنيا، فتكون له كفارة؛ فعلى المسلم أن يصبر على المصائب ولا يجزع؛ حتى ينال الفضل من الله برفع درجاته وتكفير ذنوبه