باب الصلاة قبل المغرب
بطاقات دعوية
عن مَرْثَدِ بنِ عبدِ الله اليَزَنيِّ قالَ: أتيتُ عُقبةَ بنَ عامرٍ الجُهَنيَّ فقلتُ: ألاَ أُعجِبُكَ من أبي تميمٍ يركعُ ركعتَينِ قبلَ صلاةِ المغرب؟ فقالَ عُقبةُ: إِنا كنَّا نفعلُهُ على عهدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. قلتُ: فما يمنعُكَ الآنَ؟ قالَ: الشغل
فُرِضَت الصَّلاةُ وحُدِّدَت أوقاتُها ورَكَعاتُها، ثمَّ كانت النافلةُ لمَن أراد الفضْلَ والزِّيادةَ قدْرَ استِطاعتِه، وإذا كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجتهِدُ في النَّوافلِ، فإنَّه لم يَفرِضْ ذلك على الأُمَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّنفُّلِ قبْلَ المغربِ، فقال: «صَلُّوا قبْلَ صَلاةِ المغربِ»، قال ذلك ثَلاثَ مرَّاتٍ على سَبيلِ التَّرغيبِ والحثِّ عليها، ثمَّ زاد في الثَّالثةِ: «لِمَن شاءَ»، فجعَلَها على التَّخييرِ؛ حتَّى لا يَتَّخِذَها النَّاسُ سُنَّةً، يعني: طَريقةً لازمةً يُواظِبون عليها، ويُنكِرون تَرْكَها؛ لأنَّهم كانوا إذا أُمِرُوا بأمْرٍ الْتزَموه حتَّى يَظُنَّ الظانُّ أنَّه واجبٌ عليهم؛ ولذلك قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لِمَن شاء»، وهي ليستْ مِن السُّنَنِ الرَّواتبِ. وفي الصَّحيحَينِ مِن حَديثِ عَبدِ اللهِ بنِ مُغفَّلٍ المُزَنيِّ رَضيَ اللهُ عنه، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بيْنَ كلِّ أذانينِ صَلاةٌ»، قالها ثلاثًا، قال في الثالثةِ: «لمَن شاءَ».
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ التَّنفُّلِ قبْلَ المَغرِبِ.