باب الطيب عند الإحرام3
سنن ابن ماجه
حدثنا إسماعيل بن موسى، حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن الأسود
عن عائشة، قالت: كأني أرى وبيص الطيب في مفرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ثلاثة، وهو محرم
حجُّ بيتِ اللهِ الحرامِ- لِمَن استطاعَ إليه سبيلًا- ركنٌ مِن أركانِ الإسلامِ، وشَعيرةٌ مِن شعائرِه العِظام، وقد علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم أركانَه وكيفيَّةَ الإحرامِ به، وبيَّن ما يُسمَحُ للمُحرِمِ فِعلُه وما لا يُسمَحُ به.
وهذا الحديثُ يُوضِّحُ هدْيَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في الإحرامِ؛ حيثُ تقولُ عائشةُ رَضِي اللهُ عنها: "كأَنِّي أنظُرُ إلى وَبيصِ المِسْكِ"، أي: إلى لَمَعانِه وبَريقِه، "في مَفْرِقِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم"، أي: في موضِعِ افتِراقِ الشَّعرِ في رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، "وهو مُحرِمٌ" فكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يضَعُه عِندَ ابتداءِ إحرامِه، ويَبقَى أثرُه في رأسِه بعدَ الإحرامِ، وأمَّا تطييبُ ثَوبِ الإحرامِ والتطيُّبُ بعدَ الإحرامِ وأثناءَ المناسِك؛ فقد نُهِي عن ذلِك، وهو مِن مَحظوراتِ الإحرامِ، ومَن طيَّب ثَوبَه فعليه أن يَغسِلَه حتى يُنقِّيَه ويُزيلَ الطِّيبَ منه.