باب العزل 2

سنن ابن ماجه

باب العزل 2

حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن عطاءعن جابر، قال: كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والقرآن ينزل (1).

مَقادِيرُ الخَلائِقِ كُلِّها بِيَدِ اللهِ وحْدَه؛ فهو عَلَّامُ الغُيوبِ، وعلى المسلِمِ أنْ يَتوَكَّلَ على اللهِ ويَأخُذَ بالأسبابِ، ثُمَّ يُفَوِّضَ أمْرَه إلى اللهِ تعالَى.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّهم كانوا يَعزِلون على عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والعَزْلُ: هو إخراجُ الذَّكَرِ مِن فرْجِ المرأةِ قبْلَ أنْ يُنزِلَ مَنيَّه في فَرْجِها؛ وذلك حتَّى لا تَحبَلَ الزَّوجةُ، وقدْ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -كما في الصَّحيحينِ- أنَّ كلَّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ تعالَى، وأنَّه قَدْ فُرِغَ مِن الخَلقِ؛ فلو قَدَّر اللهُ تعالَى الحمْلَ لم يَمْنَعْه العَزْلُ؛ لأنَّه قدْ يكونُ مع العزلِ إفضاءٌ بقَليلِ الماءِ الذي قَدَّر اللهُ أنْ يكونَ منه الولدُ، وقدْ يُوجَدُ الإفضاءُ ولا يكونُ ولدٌ؛ فالعزلُ أو الإفضاءُ مُتساويانِ في ألَّا يَكونَ مِنه ولدٌ إلَّا بتَقديرِ اللهِ تعالَى.