باب العمرة
حدثنا أبو كامل حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن مهاجر عن أبى بكر بن عبد الرحمن أخبرنى رسول مروان الذى أرسل إلى أم معقل قالت كان أبو معقل حاجا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما قدم قالت أم معقل قد علمت أن على حجة فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه فقالت يا رسول الله إن على حجة وإن لأبى معقل بكرا. قال أبو معقل صدقت جعلته فى سبيل الله فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « أعطها فلتحج عليه فإنه فى سبيل الله ». فأعطاها البكر فقالت يا رسول الله إنى امرأة قد كبرت وسقمت فهل من عمل يجزئ عنى من حجتى قال « عمرة فى رمضان تجزئ حجة ».
كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم تعهد أصحابه بالسؤال، وتحريه عن قيامهم بما وجب عليهم، وتحريضهم على فعل الخيرات
وفي هذا الحديث يروي ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أم سنان الأنصارية رضي الله عنها بعد عودته من حجة الوداع عن سبب عدم حجها، فأخبرته رضي الله عنها أن الذي منعها هو أنها وزوجها أبا سنان رضي الله عنه كانا لا يملكان سوى ناضحين -والناضح هو البعير الذي يحمل عليه الماء للسقيا- فحج زوجها على أحد الناضحين، وترك الآخر لسقيا الأرض التي لهما، فأرشدها النبي صلى الله عليه وسلم مسليا لها ومخبرا عن عمل يعدل في ثوابه عمل الحج، وهو أن تعتمر في رمضان؛ فإن عمرة في رمضان تعدل في ثوابها ثواب الحج -أو ثواب حجة معه صلى الله عليه وسلم، شك الراوي في ذلك- وليس المراد أن العمرة تقضي بها فرض الحج أو تقوم مقامه في إسقاط الفرض، وإن كان ظاهره يشعر بذلك، بل هو من باب المبالغة وإلحاق الناقص بالكامل؛ للترغيب فيه، وهذا نظير ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أن {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] تعدل ثلث القرآن؛ فقراءة {قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] تعدل ثواب ثلث القرآن، ولكنها لا تجزئ عن قراءة ثلث القرآن فعليا
وفي الحديث: أن ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت، كما يزيد بحضور القلب، وبخلوص القصد
وفيه: بيان فضل العمرة في رمضان