باب الغلول1
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن سالم بن أبي الجعد
عن عبد الله بن عمرو، قال: كان على ثقل النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل يقال له: كركرة فمات، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو في النار" فذهبوا ينظرون، فوجدوا عليه كساء أو عباءة، قد غلها
حَذَّر الشَّرعُ تَحذيرًا شَديدًا مِنَ الغُلولِ، وهو الخِيانةُ والسَّرِقةُ مِنَ الغَنيمةِ قبْلَ قِسمَتِها، وبَيَّنَ أنَّ عُقوبَتَه تَكونُ على رُؤوسِ الأشهادِ يَومَ القيامةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عَبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَجُلًا يُقالُ له: كِرْكِرةُ، كان حارِسًا على ثَقَلِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والثَّقَلُ: المَتاعُ المَحمولُ في السَّفَرِ، فماتَ هذا الرَّجُلُ في أثناءِ هذا السَّفَرِ، فأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هذا الرَّجُلَ في النَّارِ، وهذا مِنَ الغَيبِ الذي كَشَفَه اللهُ تعالَى لِنَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَعجَّبَ أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قَولِه وحُكمِه على الرَّجُلِ أنَّه في النَّارِ، وذَهَبوا يَنظُرونَ إليه، فوَجَدوه قدْ أخَذَ عَباءةً مِنَ الغَنيمةِ قبْلَ قِسمَتِها، وهذا يَدُلُّ على أنَّه لا فَرْقَ بيْنَ قَليلِ الغُلولِ وكَثيرِه، وأنَّه كُلَّه في الإثْمِ سَواءٌ.
وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ مِنَ الغُلولِ والسَّرِقةِ مِنَ الغَنائِمِ في الحَربِ، وما يُماثِلُها مِنَ الأموالِ العامَّةِ.