باب القثاء والرطب يجمعان2
سنن ابن ماجه
حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، وإسماعيل بن موسى، قالا: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه
عن عبد الله بن جعفر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل القثاء بالرطب (2)
الرُّطبُ هو ثَمرُ النَّخلِ إذا نَضِجَ وأُدرِكَ قبْلَ أنْ يَجِفَّ ويَصيرَ تَمْرًا، والقِثَّاءُ هو: الخِيارُ أو هو نَوعٌ مِنَ الخَضرواتِ يُشبِهُه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّه رأى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَجمَعُ بيْن الرُّطبِ والقِثَّاءِ في طَعامِه، وفي روايةِ أبي داوُدَ مِن حَديثِ عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: «كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأكُلُ البِطِّيخَ بالرُّطَبِ، فيقولُ: نَكسِرُ حَرَّ هذا ببردِ هذا، وبَرْدَ هذا بحَرِّ هذا»؛ قيل: جمَعَ بيْنهما؛ لأنَّ القِثَّاءَ باردٌ رَطْبٌ، والرُّطَبَ حارٌّ يابسٌ فباجتماعِهما يَعتدلانِ، وللإشارةِ إلى إباحةِ التَّوسُّعِ في الأطعمةِ ونيْلِ الملذوذِ والمباحِ منها؛ فإنَّ مِن لَذيذِ المَطعَمِ جَمْعَ الأكْلِ مِن الحارِّ والبارِدِ.
وفي الحَديثِ: قاعدةٌ في الطِّبِّ وأَصلٌ كبيرٌ في المركَّباتِ مِن الأدويةِ، وهو مُراعاةُ صِفاتِ الأطعمةِ وطَبائِعها، واستعمالُها على الوجْهِ اللَّائقِ بِها، كالجَمْعِ بيْنَ الحارِّ والباردِ منها لتَعْتدِلَ.