باب القراءة في صلاة الفجر 5
سنن ابن ماجه
حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سفيان بن عيينة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة
عن عبد الله بن السائب، قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة الصبح بـ "المؤمنين"، فلما أتى على ذكر عيسى، أصابته شرقة فركع، يعني: سعلة (1).
في هذا الحديثِ تَعليمٌ نَبويٌّ، حيث يُعلِّمُنا كيف نفعَلُ في الصَّلاةِ إذا أصاب المُصَلِّيَ أمْرٌ عارِضٌ مُفاجئٌ لا يَستطيعُ معه الكلامَ أو القِراءةَ، وفيه يقولُ عبدُ اللهِ بنُ السَّائبِ رضِيَ اللهُ عنه: "قرَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صَلاةِ الصُّبحِ بـ(المُؤمنونَ)" أي: بسُورةِ المُؤمنونَ، "فلمَّا أتى على ذِكْرِ عيسى"، أي: على الآيةِ الَّتي فيها ذِكْرُ عيسى، والَّتي في قولِه تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50]، "أصابَتْه شَرقةٌ فركَعَ- يعني سَعلةٌ- "، أي: شَرِقَ بريقِه وغَصَّ وسعَلَ، والسُّعالُ: حركةٌ تدفَعُ بها الطَّبيعةُ أذًى عن الرِّئةِ والأعضاءِ الَّتي تتصِلُ بها، فلم يَستطِعْ أنْ يُواصِلَ القِراءةِ، فقطَعَ القِراءةَ في وسَطِ الآيةِ، ثمَّ ركَعَ، قيل: إنَّ تلك الشَّرقةَ والسَّعلةَ كانتْ بسبَبِ البُكاءِ، وفي رِوايةِ مُسلِمٍ: "فحذَفَ"، أي: ترَكَ القِراءةَ، ويدلُّ عليه قولُه: "فركَعَ"، أي: لم يتَمادَ في القِراءةِ.