باب الكراهية للرجل أن يكون لعانا 2
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قيل يا رسول الله ادع على المشركين قال إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة. (م 8/ 24)
الدُّعاءُ على النَّاسِ بالشَّرِّ أو باللَّعنِ ليْس مِن صِفاتِ المسْلمِ؛ لأنَّ الإسلامَ يَحُضُّ على التَّراحُمِ والمودَّةِ وحُسنِ التَّعامُلِ بيْنَ النَّاسِ، والدُّعاءُ باللَّعنِ يَتعارَضُ مع هذه المعاني، ويُنافي أخلاقَ المؤمِنينَ الَّذين وَصَفهم اللهُ تَعالَى بالرَّحمةِ بيْنهم، والتَّعاوُنِ على البِرِّ والتَّقوى
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ بعْضَ النَّاسِ طَلَبَ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدْعوَ على المُشركينَ بأنْ يُهلِكَهم اللهُ بسَببِ ما يَفعَلونه بالمسْلِمين مِن تَعذيبٍ وصَدٍّ عن سَبيلِ اللهِ، فَقال: «إِنِّي لَم أُبعثْ لَعَّانًا»، أي: مُبالِغًا في اللَّعنِ، الَّذي هو الإبعادُ والطَّردُ مِن رَحمةِ اللهِ، والمعنى: لَو كُنتُ أَدعو عَليهمْ لأُبْعِدوا عنْ رَحمةِ اللهِ، ولصِرْتُ قاطِعًا للخير عنهم، وإِنِّي لم أُبعَثْ لهَذا، وإنَّما بُعِثتُ رَحمةً للنَّاسِ عامَّةً، لَأخرَجَ العِبادَ مِن الكفرِ إلى الإيمانِ، والإرشادِ للهِدايةِ، والاجتهادِ في التَّبليغِ، والمبالَغةِ في النُّصحِ لغيرِ المسْلِمين والحرصِ عليهم، وهذا مِصداقٌ لقَولِ اللهِ تَعالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
وفي الحديثِ: النَّهيُ عنِ اللَّعنِ