باب المبارزة والسلب2
سنن ابن ماجه
حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا أبو العميس وعكرمة ابن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع
عن أبيه، قال: بارزت رجلا فقتلته، فنفلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلبه
ليلةُ القَدْرِ خيرٌ من ألْفِ شَهرٍ؛ فهي ليلةٌ من أَشرفِ اللَّيالي، فيها تكونُ الحَسناتُ مُضاعَفةً، وتُكفَّرُ فيها السيِّئاتُ، وهي ليلةٌ مُباركةٌ من ليالي رمضانَ؛ وسُمِّيتْ "ليلة القَدرِ"؛ لعَظيمِ قَدْرِها وشرَفِها، وقيلَ: لأنَّ للطاعاتِ فيها قدْرًا، وقيل غيرُ ذلك، وينبغي الاجتهادُ في الْتِماسِها في الليالي، والإكثارِ فيها مِن العِبادةِ؛ لنَيلِ هذا الأجرِ العظيمِ.
وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ اللهِ بنُ أُنَيسٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه كان مع بعضِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم وقدِ اجْتَمَعوا مِن بني سَلِمةَ يتَذاكَرون فَضْلَ ليلةِ القَدْرِ ووَقْتَها، وكان عبدُ اللهِ بنُ أُنَيسٍ وكان أصْغَرَهم سِنًّا، "فقالوا: مَنْ يسألُ لنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ليلةِ القَدْرِ؟"، أي: عن وَقتِها في أيِّ ليلةٍ هي؟ وكان اجْتَماعُهم وعَزْمُهم على السُّؤالِ في صبيحةِ إحدى وعشرين من رمضانَ، قال: "فخرَجتُ فوافَيتُ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ المغربِ"، أي: تَلاقَيتُ معَه في صلاةِ المغربِ، قال: "ثُمَّ قُمْتُ بباب بيتِه"، أي: أنْتظِرُه، "فمَرَّ بي فقال: ادْخُلْ، فدخَلتُ، فأُتي بعَشائِه"، أي: جاءَه طَعامُه الذي يُفْطِرُ عليه بعد الصَّيامِ، "فرآني أَكُفُّ عنه مِنْ قِلَّتِه"، أي: أَرْفَعُ يَدي عن الطَّعامِ إذْ لا يَكْفينا نحن الاثنينِ، "فلمَّا فَرَغ" مِن طعامِه، "قال: ناوِلْني نَعْلي، فقام وقمتُ معه، فقال: كأنَّ لكَ حاجةً"، أي: مسألةً أو شيئًا تُريدُه مِنِّي، "قلتُ: أَجَلْ، أرْسَلَني إليكَ رَهْطٌ من بَني سَلِمةَ"، والرَّهْطُ: الجماعةُ دونَ العَشَرةِ، "يَسألونكَ عن ليلةِ القَدْرِ"، أي: موعدِها، "فقال: كم اللَّيلةُ؟"، أي: الَّتي نحن فيها الآن، "فقلتُ: اثنَتانِ وعِشرون، قال: هي اللَّيلةُ"، أي: هذه هي ليلةُ القَدْرِ، "ثمَّ رَجَع، فقال: أو القابِلةُ"، أي: الَّتي تأتي بعدَ هذه، يُريدُ ليلةَ ثلاثٍ وعِشرين.
وقد ورَدتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ في تَحديدِ وقتِ ليلةِ القَدْرِ، وللعُلماءِ كلامٌ طويلٌ في الجَمْعِ أو الترجيحِ بينَ هذِه الرِّواياتِ، ومن ذلك: أنَّ لَيلةَ القَدْرِ تَنتقِلُ كلَّ سَنةٍ في العَشرِ الأواخِر مِن رمضانَ .