باب المجاهدة 6
بطاقات دعوية
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : (( حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره )) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم : (( حفت )) بدل (( حجبت )) وهو بمعناه : أي بينه وبينها هذا الحجاب فإذا فعله دخلها .
ما عند الله لا ينال بالتمني، وإنما ببذل الجهد في الطاعة، والتغلب على شهوات النفس، وحملها على ما يحبه الله ويرضاه
وفي هذا الحديث يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله عز وجل قد حجب النار وسترها بالشهوات؛ فلا يوصل إلى النار إلا بتعاطي الشهوات؛ إذ هي محجوبة بها، فمن هتك الحجاب وصل إلى المحجوب ووقع فيه
وقد حجب الله عز وجل الجنة بالمكاره، والمراد بالمكاره ما أمر المكلف به؛ كمجاهدة النفس في العبادات، والصبر على مشاقها، والمحافظة عليها، واجتناب المنهيات، وكظم الغيظ، والعفو والحلم، والصدقة، والإحسان إلى المسيء، والصبر عن الشهوات، ونحو ذلك. وأطلق عليها مكاره؛ لمشقتها على العامل، وصعوبتها عليه. وفي هذا تحذير من اتباع الشهوات، وحث على الصبر على المكاره؛ لأنه الطريق إلى الجنة
وفي الحديث: بيان لجوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وبديع بلاغته
وفيه: الأمر بالابتعاد عن الشهوات؛ لأنها الطريق إلى النار، والصبر على المكاره؛ لأنها الطريق إلى الجنة