‌‌باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا

سنن الترمذى

‌‌باب المعتكف يخرج لحاجته أم لا

حدثنا أبو مصعب المدني، قراءة عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة، وعمرة، عن عائشة، أنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف أدنى إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان»: «هذا حديث حسن صحيح» هكذا رواه غير واحد، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، وعمرة، عن عائشة، ورواه بعضهم، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عمرة، عن عائشة، والصحيح عن عروة، وعمرة، عن عائشة.
‌‌

للاعتِكافِ في المسجِدِ آدابٌ علَّمها النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ أُمَّتَه بقولِه وفِعلِه، وفي هذا الحديثِ بيانُ بعضِ تِلكِ الآدابِ، حيثُ تقولُ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنها: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "إذا اعتَكَف"، والاعتِكافُ: هو لُزومُ المسجِدِ مُدَّةً معيَّنةً يَتقرَّبُ فيها المسلِمُ إلى اللهِ بذلك، "يُدْني إليَّ رأسَه فأُرَجِّلُه"، أي: يُقرِّبُ إلى عائشةَ رَضِي اللهُ عَنها رأسَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فتُمَشِّطُه دونَ أنْ يَدخُلَ البيتَ، وكانت حُجرَةُ عائشةَ قريبةً مِن المسجِدِ، "وكان لا يَدخُلُ البيتَ إلَّا لحاجةِ الإنسانِ"، فكان في حالِ اعتِكافِه لا يَدخُلُ بيتَه إلَّا للغائطِ أو البوْلِ.