باب ما جاء أن الفخذ عورة
سنن الترمذى
حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن أبي النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن زرعة بن مسلم بن جرهد الأسلمي، عن جده جرهد، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بجرهد في المسجد وقد انكشف فخذه فقال: «إن الفخذ عورة»: «هذا حديث حسن ما أرى إسناده بمتصل»
أمَرَ الشَّرعُ بسَترِ العَورةِ عن الأعيُنِ؛ أدَبًا وحِفظًا للأعراضِ والهَيبةِ، وخاصَّةً أمامَ الأجانبِ والأغرابِ.
وهذا المَتنُ جُزءٌ مِن حديثٍ، وفيه يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما: "رَأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَ رَجُلٍ خارجةً"، أي: عاريَةً ومَكشوفةً للنَّاظرِ، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "غَطِّ فَخِذَكَ"، أي: شُدَّ عليها الثِّيابَ حتى لا تَظهَرَ؛ "فإنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ عَورتُه"، أي: هي جُزءٌ مِن العَورةِ التي يجِبُ سَترُها، وسَمَّى الفَخِذَ عَورةً؛ لإحاطَتِها بالعَورةِ وقُربِها منها، لا أنَّها عَورةٌ مُغلَّظةٌ؛ ولأنَّه يُستقبَحُ ظُهورُها، وتُغَضُّ الأبصارُ عنها، ولا يحسُنُ إظهارُها في الجَمعِ أمامَ النَّاسِ.
وفي الحديثِ: إرشادٌ إلى حِفظِ العَوراتِ وسَترِها حِفظًا للمُروءَةِ والهَيبةِ .