باب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم18-2
سنن الترمذى
حدثنا علي بن حجر قال: أخبرنا الوليد بن محمد الموقري، عن الزهري، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي طالب، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع أبو بكر وعمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين، يا علي لا تخبرهما». هذا حديث غريب من هذا الوجه. والوليد بن محمد الموقري يضعف في الحديث. وقد روي هذا الحديث عن علي من غير هذا الوجه. وفي الباب عن أنس، وابن عباس
أبو بَكرٍ وعُمَرُ هما أفضَلُ الأُمَّةِ الإسْلاميَّةِ، وهما أفضَلُ الناسِ بعدَ الأنْبياءِ والمُرسَلينَ، ولهما فَضائلُ ومَناقِبُ عَديدةٌ، منها أنهما سَيِّدا كُهولِ أهْلِ الجَنَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "كنتُ عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقبلَ أبو بَكرٍ وعُمرُ رضِيَ الله عنهما"، فأتيا نحوَ مجلسِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: "يا علي، هذانِ"، أي: أبو بَكرٍ الصدِّيقُ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رضِيَ اللهُ عنهما "سَيِّدا كُهولِ أهلِ الجَنَّةِ"، أي: إنهما سَيِّدانِ في الفَضلِ عندَ اللهِ؛ فهما أفَضلُ البَشَرِ بعدَ الأنْبياءِ، والكَهْلُ بينَ الثلاثينَ والأرْبَعينَ، وقيلَ: مَن جاوَزَ الثلاثةَ والثلاثينَ، أوِ أرْبعًا وثلاثينَ إلى إحْدى وخَمْسينَ، وقيلَ: الكَهْلُ هو مَن خالَطَه الشيْبُ، وقيلَ: المُرادُ أنَّهما سَيِّدَا مَن ماتَ كَهْلًا في الدُّنْيا، وقيلَ: المراد بالكَهْل هنا الحَليمُ العاقِلُ، "ما خلَا النَّبِيِّينَ والمُرْسَلينَ"؛ فإنَّهما يَكونانِ سيِّدَيْنِ لكُهولِ أهْلِ الجَنَّةِ جَميعًا إلَّا النَّبِيِّينَ والمُرْسَلينَ، فهُم أفضَلُ منهما بلا شكٍّ.
ثم نادَى النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليًّا رضِيَ اللهُ عنه: "يا عَليُّ، لا تُخْبِرْهما"، أي: لا تَقُلْ لهما هذا الذي حدَّثْتُكَ وما لهما مِن مَنقبَةٍ في الجَنَّةِ؛ وذلك إمَّا لأنَّه خَشِيَ عليهما العُجْبَ.
وقيلَ: لأنَّه أرادَ تَبليغَهم بنَفْسِه؛ ولذا نَهى عَليًّا أنْ يَسبِقَه بذلك. قال عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه: "فما حدَّثتُ به حتَّى ماتَا"، فأوْفَى بما أمَرَه به النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحَديثِ: فَضيلةٌ ومَنْقَبةٌ ظاهرةٌ للصاحبَينِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما.
وفيه: فَضيلةٌ ومَنْقَبةٌ ظاهرةٌ لعليٍّ رضِيَ اللهُ عنه، باصطفاءِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم له، وحُسنِ وفاءِ عليٍّ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.