باب ما جاء في السجود على الجبهة والأنف
سنن الترمذى
حدثنا محمد بن بشار بندار قال: حدثنا أبو عامر قال: حدثنا فليح بن سليمان قال: حدثني عباس بن سهل، عن أبي حميد الساعدي، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض، ونحى يديه عن جنبيه، ووضع كفيه حذو منكبيه»، وفي الباب عن ابن عباس، ووائل بن حجر، وأبي سعيد، «حديث أبي حميد حديث حسن صحيح» والعمل عليه عند أهل العلم: أن يسجد الرجل على جبهته وأنفه، فإن سجد على جبهته دون أنفه، فقال قوم من أهل العلم: يجزئه، وقال غيرهم: لا يجزئه حتى يسجد على الجبهة والأنف "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يَهتَمُّ كثيرًا بتَعْليمِ الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهم أُمورَ دِينِهم، فكانَ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم يُبيِّنُ لهم ويُفصِّلُ ويُوضِّحُ كلَّ صغيرةٍ وكبيرةٍ؛ حتَّى يَتِمَّ لهم دينُهم.
وفي هذا الحديثِ يَحْكي أبو حُميدٍ السَّاعديُّ رَضِي اللهُ عَنْه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم كان إذا سجَد "أمكَنَ أنفَه وجبهَتَه الأرضَ"، أي: ألصَقَ أنفَه وجبهتَه في الأرضِ بإحكامٍ شديدٍ؛ وذلك مُبالَغةً في التَّضرُّعِ والتَّذلُّلِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، "ونَحَّى يدَيْه عَن جنبَيْه"، أي: وباعَد بينَ يدَيْه وجَنبَيه وفرَشَهما كالجَناحَينِ، "ووضَعَ كفَّيه حَذْوَ مَنكِبَيه"، أي: وجَعَل كفَّيْ يدَيْه مُوازيتَينِ لِمُقدَّمِ الكَتِفَين وهُما على الأرضِ.
وفي الحَديثِ: بيانُ صِفةِ سُجودِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم.
وفيه: الحَثُّ على المبالغةِ في السُّجودِ تَضرُّعًا وتَذلُّلًا للهِ عزَّ وجلَّ.