‌‌باب ما جاء في التلبية2

سنن الترمذى

‌‌باب ما جاء في التلبية2

حدثنا قتيبة قال: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، أنه أهل فانطلق يهل، فيقول: «لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك»، وكان عبد الله بن عمر يقول: " هذه تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يزيد من عنده في أثر تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لبيك، لبيك وسعديك، والخير في يديك، لبيك والرغباء إليك والعمل» هذا حديث حسن صحيح "
‌‌

التَّلبيةُ مِن شَعائرِ الحجِّ، ورَفعُ الصَّوتِ بها إظهارٌ لهذه الشَّعيرةِ العَظيمةِ، وفيها إعلانُ التَّوحيدِ للهِ عزَّ وجلَّ، وإذا لبَّى المسلمُ فإنَّ النَّباتاتِ والجَماداتِ تُلبِّي معه.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما بصِيغةِ التَّلبيةِ الَّتي كان يُلبِّي بها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ويُواظِبُ عليها، وهي: «لبَّيكَ اللَّهمَّ لبَّيكَ، لبَّيكَ لا شَريكَ لكَ لبَّيكَ، إنَّ الحَمدَ والنِّعمةَ لكَ والمُلكَ، لا شَريكَ لكَ»، أي: أُكرِّر إجابَتي لكَ في امتثالِ أمْرِك بالحَجِّ، فأنتَ المُستحِقُّ للشُّكرِ والثَّناءِ؛ لأنَّكَ المُتفَرِّدُ بالكَمالِ المُطلَقِ، ولأنَّكَ المُنعِمُ الحَقيقيُّ، وما مِن نِعمةٍ إلَّا وأنتَ مَصدرُها، وأنتَ المُتفَرِّدُ بالمُلكِ الدَّائمِ، وكُلُّ مُلْكٍ لِغيرِك إلى زَوالٍ. والحِكمةُ مِن التَّلبيةِ: هي التَّنبيهُ على إكرامِ اللهِ تعالَى لعِبادِه؛ بأنَّ وُفودَهم على بَيتِه إنَّما كان باستِدعاءٍ مِنه.
وفي الحديثِ: بَيانُ صِيغةِ التَّلبيةِ المَشروعةِ المأثورةِ عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.