باب ما ذكر في الرجل يدرك الإمام وهو ساجد كيف يصنع
سنن الترمذى
حدثنا هشام بن يونس الكوفي قال: حدثنا المحاربي، عن الحجاج بن أرطاة، عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي، وعن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم الصلاة والإمام على حال فليصنع كما يصنع الإمام»: «هذا حديث غريب، لا نعلم أحدا أسنده إلا ما روي من هذا الوجه»، " والعمل على هذا عند أهل العلم قالوا: إذا جاء الرجل والإمام ساجد فليسجد ولا تجزئه تلك الركعة إذا فاته الركوع مع الإمام، واختار عبد الله بن المبارك أن يسجد مع الإمام، وذكر عن بعضهم فقال: لعله لا يرفع رأسه في تلك السجدة حتى يغفر له "
في هذا الحَديثِ يَقولُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إذا أتى أحَدُكم الصَّلاةَ والإمامُ على حالٍ"، أي: على هيئةٍ في الصَّلاةِ، كقِيامٍ أو رُكوعٍ أو سجودٍ، "فلْيَصنَعْ كما يصنَعُ الإمامُ"، أي: يُتابِعُه؛ فإنْ كان قائمًا فعَل مِثلَه، وإنْ كان راكعًا أو ساجدًا كذلك، فلا يَنتظِرُه حتَّى يعتدِلَ، بل يُتابِعُه في الهيئةِ الَّتي هو عليها، وهذا الجزءُ الَّذي أدرَك لا يُشترَطُ فيه إسقاطُ ركعةٍ مِن صلاتِه، بل لا يُدرِكُ الرَّكعةَ إلَّا بإدراكِ الإمامِ وهو راكِعٌ، وقيل: بل وهو قائمٌ قبلَ أن يَركَعَ، وقد أمَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بمُتابعةِ الإمامِ في الصَّلاةِ وأمَر المسبوقَ أن يُصلِّيَ ما أدرَك مِن الصَّلاةِ وأن يُتِمَّ ما فاتَه.