باب في المسح على الجوربين والنعلين
عن المغيرة بن شعبة، قال: «توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على الجوربين والنعلين»، هذا حديث حسن صحيح، وهو قول غير واحد من أهل العلم، وبه يقول سفيان الثوري، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، قالوا: يمسح على الجوربين وإن لم تكن نعلين إذا كانا ثخينين "، وفي الباب عن أبي موسى
جاء في هذا الأَثرِ أنَّه: "مَسَح على الجورَبَينِ"، والجَوربانِ هما المَصنوعانِ من الصُّوفِ أو القُطنِ ونحوِ ذلك، ويكونانِ في النَّعلِ لأنَّهما ضَعيفانِ عن مُباشَرةِ الأَرضِ، وهما مِثلُ الخُفَّينِ وإنْ كانَا مِن الجِلدِ؛ لاشتراكِهما في السَّترِ للرِّجْلَينِ. "عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ وابنُ مسعودٍ والبَرَاءُ بنُ عازِبٍ وأنسُ بنُ مالِكٍ وأبو أُمامَةَ وسَهلُ بنُ سَعدٍ وعَمرُو بنُ حُرَيثٍ، ورُوِي ذلك عن عُمرَ بنِ الخطَّابِ وابنِ عبَّاسٍ"، أيْ: ثبَتَ عَن هذا الجَمْعِ مِن الصَّحابةِ رَضِي اللهُ عَنهم أجمَعينَ هذا الفِعلُ، وهذا مِن الأفعالِ التَّعبديَّةِ التي لا تَكونُ بالاجتِهادِ، ومِثلُ هذا يكونُ له حُكمُ الرَّفْعِ، أي: إنَّ هؤلاءِ الصَّحابةَ قدْ أَخَذوه مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ فدلَّ على أنَّه مِن سُنَّةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهَدْيهِ